في يومها العالمي .. حرية الصحافة في مصر في غرفة الإنعاش
3 مايو 2015
في اليوم الذي يتخذه المجتمع الدولي حرية الصحافة، والذي يُعتبر فرصة لتذكير الحكومات بضرورة احترامها لها، قامت قوات الأمن المصرية بضرب كل مواثيق ومبادئ
حماية حرية الصحافة عرض الحائط، ويوما بعد يوما تزداد معاناة الصحافة والصحفيين في مصر.
قامت مديرية أمن البحيرة خلال الساعات الأولى من صباح اليوم العالم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو 2015، استمرارا لممارسات جهاز الشرطة في البطش
بالصحفيين، بإلقاء القبض على الصحفي بجريدة الدستور أحمد قاعود، وحسب رواية شقيقه الصحفي محمود قاعود، فإن قوات الأمن قد داهمت منزل شقيقه فجرا وألقت
القبض عليه بعد أن قامت بتحطيم محتويات المنزل، والاستيلاء على عدد 3 أجهزة لاب توب، و3 موبايلات خاصة بأسرته.
وقد رصدت المفوضية المصرية 110 انتهاك حدث للصحفيين خلال الربع الاول فقط من العام الحالي 2015 ما بين مصادرة معدات وتوقيف صحفيين مروروا بمنعهم من أدئهم
مهام عملهم وتكسير معداتهم وصولا إلى احتجازهم والقبض عليهم. وقد ساهم الخطاب السياسي للسلطة المعادي لحرية الصحافة في تكوين مناخ عام طارد لحرية الصحافة
وبيئة غير مناسبة لتمكين الصحفيين من ممارسة عملهم دون ضغوط وهو ما أظهرته طبيعة مرتكبي الانتهاكات تجاه الصحفيين والتي لم تقتصر على الجهات الأمنية
فحسب بل شملت المواطنين الذين شجعهم الخطاب السياسي لتنصيب نفسهم رقباء على الصحفيين.
وقد ظهر هذا التردي جليا في التقرير الأخير لمنظمة مراسلون بلا حدود والتى وضعت مصر في المرتبة الرابعة كأكثر دول العالم سجنا للصحفيين وكذلك حصلت مصر
على المرتبة ال 159 في حرية الصحافة من بين 180 دولة شملهم تقرير المنظمة وهو الترتيب الأسوأ لمصر في السنوات الأخيرة وأسوأ من فترة ما قبل ثورة 25 يناير
وكذلك احتلت مصر المرتبة الثانية في أكثر دول العالم اعتقالا للصحفيين.
يأتى اليوم العالم لحرية الصحافة وبيئة حرية الإعلام في مصر قد وصلت الي منحنى ينذر بتلاشي مقومات حرية الاعلام وذلك في ظل ملاحقة الدولة لبعض الصحف كما حدث
في واقعة تقديم وزارة الداخلية بلاغا ضد صحيفة المصري اليوم بعد نشرها تحقيق يظهر الممارسات القمعية لوزارة الداخلية.
وفي سياق متصل يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة وقد صدر مؤخرا حكم بالسجن المؤبد بحق أثنين من صحفيي شبكة رصد وهو سامحي مصطفي وعبد الله الفخراني وهو
الحكم الذي يعكس ما وصلته إليه حرية الصحافة في مصر.
وكذلك هناك بعض الصحفيين يواجهون مصير مجهول داخل السجون وينكل بهم بحبسهم أحتياطيا دون تقديمهم للمحاكمة وفي مقدمتهم المصور الصحفي محمود أبو زيد
الشهير بشوكان والذي تجاوز ال 600 يوم من الحبس الاحتياطي دون تقديمه للمحاكمة وكذلك الصحفي محمد على حسن الذي يعمل بشبكة أخبار مصر والذي تجاوز ال 120 يوم
من الحبس الاحتياطي واليوم صدر قرار من النيابة بتجديد حبسه 45 يوما وهو ما يعد طريقة من طرق التنكيل بالصحفيين وتحديا لحق المتهم في المحاكمة الناجزة
والعادلة.
وتناشد المفوضية المصرية للحقوق والحريات في اليوم العالمي لحرية الصحافة السلطات في مصر بضرورة رفع يدها عن الجماعة الصحفية كذلك تناشد الجهات
القضائية بضرورة الإفراج الفوري لجميع الصحفيين المحتجزين بتهم تتعلق بالنشر أو أداء مهمام عملهم الصحفية وكذلك أن تقوم بدورها في حماية الصحفيين من البطش
المتعمد والمتكرر من قبل الأجهزة الأمنية. كما تطالب المفوضية المصرية للحقوق والحريات نقابة الصحفيين بضرورة العمل على اعداد مسودات تشريعات جديدة تضمن
حماية الصحفيين وتضمن تمتعهم بحقوقهم وضمانات السلامة أثناء تأدية مهام عملهم الصحفية.