نتائج مسابقة ECRF الفن وحقوق الإنسان
العمل الفني الفائز بالمركز الاول
حكاية أبانوب زكريا
مشوار
“مشوار”
من صغري بحب الأفلام والأغاني القديمة واتربيت عليها.. فشلت إني أكون مغني علشان صوتي وحش بس رغم كده كنت طول الوقت بغني واصدعهم.
تقدر تقول إني اقنعت نفسي إني من الزمن ده
اتعلمت الحب من عبد الحليم حافظ، خصوصا فيلم “الوسادة الخالية”، علشان كدة كل علاقاتي فاشلة.. أصل بحب بالطريقة القديمة..
أول ما بيجي الفيلم ده، اجري افتح التلفزيون واضلم الدنيا واقعد اتفرج وكل مره كأنها أول مرة.. الفيلم يخلص اخد عجلتي والف بيها واغني:
“اول مرة تحب يا قلبي، وأول يوم اتهنى”.. وأنا ولا سائل في الناس.. “افرح واملي الدنيا أغاني أنا ولا أنت هانعشق تاني”.
وعشقت؛ عشقت كل ما هو قديم.. ارجع البيت، اركن عجلتي وافتكر اني مش بحب.. معنديش حبيبة.. افتح التلفزيون علشان ادخل العالم بتاعي يمكن الاقي حببتي هناك.
إسماعيل يس، زينات صدقي، شكوكو، عبد الفتاح، رشدي أباظة، فريد شوقي.. حبيت الناس دي كلها وحببوني في الفن، وطول الوقت كنت بقلدهم (تقليد) علشان كدة من صغري نفسي اطلع ممثل.. وكله كوم والست كوم تاني.. الست تحية كاريوكا…. قد ايه وسطها قادر ينقلك لعالم تاني.. الجلابية وربط المنديل على وسطها قادر ياخدك بسحره الخفي لعالم مفيش منه اتنين.
حبيتها وحبيت الرقص الشرقي بسببها، وخلاص قولت أنا لما أكبر هتجوز واحدة رقاصة زي الست تحية أو لو مش رقاصه، تكون بتعرف ترقص زيها…
اتعلمت منها الرقص وكنت استنى أي فرح علشان اروح واعمل الحركات اللي اتعلمتها..
وعلشان كدة بحب وســـــــط.. البلد، تحديدا شارع عماد الدين، لأن هناك اتولدت حبيبتي.
اتمشي في الشارع احس نفسي إني معاهم واتخيل الناس وهي داخلة كازينو بديعة تتفرج على حببتي.. كنت بغير اووووي.
أكمل مشي ورجلي تخدني لأول باب اللوق..
محل انتيكا قديم جدا بابة قديم زي كل حاجه جواه.. علي يمين المحل وأنت داخل شوية زرع.. دخلت المحل وكأني دخلت جوة آلة زمن.. كل حاجه بحبها لقيتها جوه.. تليفون قديم، جرامافون، كلوب، راديوا، نجف جوابات، شرايط كاست… قلبي اتخطف.
دخلت وقعدت اتفرج وروحت على الترابيزة اللي مليانة شرايط.. قعدت ادور لقيت شريط مكتوب عليه مزيكا للست تحية كاريوكا.. آه أصل كان بيتعملها مزيكا مخصوص زي الرقصة… اشتريت الشريط وخدت بعضي جري على البيت، اكتشف سر المزيكا دي.
وصلت في حدود الساعة ١٠ غيرت هدومي، وعملت قهوتي بوشها المظبوط ولعت شمعة وعود بخور وضلمت الدنيا.. وجبت وكُمان قديم عندي حطيت الحجارة والشريط وركبت السماعات في ودني واخدت بوء من القهوة وشغلت الشريط… لمدة مثلا ٣ دقايق في صوت في البداية بيعمل كده “وش وش وش وش وش”.. حسيت وكأني في حاجه بتسحبني لجوه..
إيه ده؟؟ دنيا غير الدنيا وناس غير الناس.. ناس في منتهي الشياكة بدل، فساتين بديعة، عربيات كلاسيك قديمة،
وأنا بطربوش وشنب وبدلة وماسك عجلة.
بصيت لقيت نفسي قدام القصر الملكي
حفلة تتويج الملك فاروق ملكا على مصر سنة ١٩٣٧
إعلان كبير محطوط كبير قدام القصر.. “تُحيي الحفل الفنانة والراقصة الاستعراضية تحية كاريوكا…”.
عدلت طربوشي وسرحت شنبي وركبت العجلة ودخلت مُسميا بسم الله.
مشيت بالعجلة وسط الجنينة والعربيات ولا اللي راكب عربية بورش..
وصلت قدام الباب، نزلت أديت العجلة للجرسون (الخادم) يركنها.. بصلي بصه كده من فوق لتحت.. سيبته ومشيت وطلعت السلالم بكل ثقة وفخر؛ أنا حبيبتي بتحيي حفلة الملك.
دخلت القصر مزيكة أوبرا ….ناس بترقص عليها وفساتين بتدلع بجمال ورشاقة
وكاسات رايحه وكاسات جايه …اخدت كاس منهم ومشيت اتفرج على القصر والناس ….
شويه وطلع مقدم الحفلة المغني منير مراد، وغنى أوبريت “محدش شاف عبد الوهاب”، وأنا انسجمت معاه وقعدت اغني.. حافظ طبعا الأغنية.
الناس بتبصلي ومستغربه
وبقلده في رقصه وكل حاجه
اتحول التركيز من المسرح عليا وأنا برقص وأغني
خدت نفس ووفقت ساكت ابتسم للناس خلصت الأغنية
وجت اللحظة المنتظرة… مع الفنانة والراقصة الاستعراضية لتحيي الحفل، الفنانة تحية كاريوكا….تسقيف حاد.. سكوت.. المزيكا بتشتغل وبتطلع حببتي تحت بؤرة إضاءة وهيا مغطية وشها بإديها.. تكشفه.. وأنا قلبي بيتخطف.. وشي بينور، عيني بتلمع، قلبي بيدق بسرعة، نفسي سريع…. جمال الله واكبر عليها… تقطيع وشها مرسوم بريشة بسم الصليب عليها.. جسمها زي شمع سايح في بعضه، بتشكله زي ما هي عايزاه.. وسطها كلها حب وشجن وحكايات.
كله سحر
بترقص وكانها بترقص ليا أنا وبس
عنيها جت في عنيا وحسيتها بتقولي أنا هنا علشانك أنت..
وأنا قلبي هينط من مكان من الفرحة…
بمشي وسط الناس بالراحة، واطلع على المسرح أبوسها بوسه تخلي الصدر يوج..
ناس بتستغرب وناس بتسقف
واخدتها وجريت أنا وهي… طلعنا من الباب واخدت عجلتي.. اخدهتا قدامي..
هربنا بعيد.. وغنينا “علشان احنا مع بعضينا ولاول مره لوحدينا …. ولا حدش بيبص علينا غير فرحة قلبنا وعنينا”.
بتسالني أنت جيت هنا إزاي؟
حكتلها حكايتي
وقالتلي ماشي يلا رجعني القصر قبل الساعه ١٢ وارجع أنت كمان
بوصل القصر؛ أول ما بدخل أنا وهي
بعد شويه بسمع صوت عمال زي كده.. “وش وش وش وش وش وش” وارجع تاني لبيتي الضلمة قهوتي لسه سخنة، عود البخور لسه مولع زي ماهو.. ببص للوكمان باستغراب.. اطلع الشريط مكتوب عليه “مزيكا أول حفلة لتحية كاريوكا.. اشغله تاني، واسمع نفس المزيكا اللي كانت في الحفله… اشرب القهوه وافتكرها وافتكر كل اللي كان في القصر وابص لنفسي واضحك، وامسك موبايلي واعمل سيرش على حفلة تتويج الملك فاروق.. اشوف القصر الجنينة اللي كنت ماشي فيها بالعجلة والعربيات والناس الجميلة، وإعلان عن الراقصة تحية لتحيي الحفل..
ومن يومها كل ما احب اشوف حبيبتي أجيب الوكمان واشغل الشريط
واحب اختم حكايتي واقولك بصوت الكوميديان العظيم
إسماعيل يس
سلامووووعليكم….