اصدارات

ماذا تعرف عن اختفاء رضا هلال؟

لغز ما زال قائما ويؤكد: الاختفاء القسري جريمة ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية

منذ أكثر من 20 عاما اختفى الصحفي المصري رضا هلال في ظروف غامضة بعد وصوله إلى منزله بمنطقة السيدة زينب، في القاهرة. وإلى الآن لم يتم العثور على أي أثر له، لتصبح قضية اختفائه أكثر قضايا الاختفاء القسري غموضا في تاريخ مصر الحديث وأشهرها ما قبل 2013.

فما الذي نعرفه عن قصة اختفاء رضا هلال الذي لم تتوقف أسرته عن المطالبة بالكشف عن مصيره ومحاسبة المسؤولين عن جريمة إخفاءه وإنهاء معاناتها المستمرة منذ 21 عاما؟

في البداية، نُعرف أولًا ماذا يُقصَد بالاختفاء القسري؟ هو الاعتقال أو الاحتجاز أو الاختطاف أو أي شكل من أشكال الحرمان من الحرية يتم على أيدي موظفي الدولة، أو أشخاص أو مجموعات من الأفراد يتصرفون بإذن أو دعم من الدولة أو بموافقتها، ويعقبه رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده، مما يحرمه من حماية القانون، وذلك وفق ما جاء في الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.

ووفق “الأمم المتحدة”، يُعَرَف الاختفاء القسري بثلاثة عناصر متراكمة؛ الحرمان من الحرية ضد إرادة الشخص المعني؛ ضلوع مسؤولين حكوميين، على الأقل بالقبول الضمني؛ رفض الاعتراف بحرمان الشخص من حريته أو إخفاء مصير الشخص المختفي أو مكان وجوده. 

في ظهر الحادي عشر من أغسطس عام 2003، غادر الصحفي رضا هلال مكتبة في جريدة الأهرام، حيث يعمل، بعد أن أجرى اتصالا هاتفيا بأحد المطاعم القريبة من محل سكنه، طالبا وجبة غذاء، وانطلق إلى منزله في شارع إسماعيل سري بمنطقة السيدة زينب في محافظة القاهرة.

بعد 25 دقيقة تقريبا من مغادرة مكتبه، وصل رضا هلال إلى منزله وكانت الساعة الثانية و25 دقيقة بعد الظهر. وبعد 5 دقائق وصل عامل التوصيل بوجبة الغذاء التي طلبها صحفي الأهرام، وطرق الباب مرات عدة لكن لا أحد يجيب؛ فقد اختفى هلال “في عز الضهر” من قلب العاصمة المصرية، ولا يوجد أي أثر له على الإطلاق وكأن الأرض انشقت وابتلعته.

لماذا اختفى هلال؟

للإجابة على هذا السؤال، لا بد أن نعرف من هو رضا هلال.. هو صحفي يشغل منصب نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام وأحد كتاب أعمدة الرأي فيها، وكان يبلغ من العمر 45 عامًا حينما اختفى عن الأنظار. كان معروفا بتوجهه الليبرالي وعلاقاته الواسعة في أوساط السياسيين والدبلوماسيين الأجانب. أما كتاباته تتمحور أغلبها حول الشأن السياسي والاقتصادي منذ مطلع الثمانينيات؛ كما أنه أولى شأنًا خاصًا للشأن الأميركي وسياسات الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط فأصدر عدة كتب، من بينها “الحرب الأميركية العالمية”، و”لعبة البترودولار”، و”اليمين الديني واليمين المحافظ الجديد في السياسات الأميركية”، وغيرها.

أيضا، هلال كان كاتبا متماهيًا مع سياسة النظام المصري، ولم يكن على خصومة مع النظام في أي من القضايا المركزية طوال عمله الصحفي. لكن كتاباته حملت في بعض الأحيان نقدا هنا وهناك دون أن يتحول ذلك إلى صدام مع السلطة أو انتقاد قوي لنظام مبارك الذي كان النظام حينها مستقرا ومسيطرا على الدولة سيطرة تامة، خاصة بعد أن حسم معركة المواجهة مع الرديكاليين الإسلاميين بفضل قبضة أمنية فولاذية فرضها وزير الداخلية حبيب العادلي على البلاد.

مع مضي يومين على اختفاء نائب رئيس تحرير الأهرام ساد القلق أروقة الصحيفة القومية، خاصة أنه كان مسؤولا عن طبعة الأهرام في يوم 13 أغسطس 2002، فأجرى زملاء هلال اتصالات بشقيقيه السيد وأسامة عبدالرحمن هلال، فتوجه السيد – الذي كان بحوزته مفتاحا احتياطيا لشقة رضا – رفقة الأسرة إلى محل سكن شقيقه بمنطقة السيدة زينب، فوجد شقته مغلقة بقفل غير القفل المعتاد، والشبابيك مفتوحة ولم يوضح سبب ذلك الاختفاء.. وعند فتحهم الشقة وجدت في حالة طبيعية، ولا يوجد أي أثر لحدوث أمر غير عادي.

وفي ظل هذا الاختفاء الغامض وغير المعتاد، توجه أسامة هلال إلى قسم شرطة السيدة زينب بالقاهرة وتقدم ببلاغ حمل رقم 4889 لعام 2003 للتحقيق في واقعة اختفاء شقيقه؛ فتوجه رجال الشرطة والمحققين إلى الشقة. وأكد المحققون بمعاينة مسرح الجريمة أنه تم تغيير أقفال الباب مؤخرًا – و لم يتضح من قام بذلك فورًا. وبحضور عائلة رضا، قام المحققون بتفتيش مكتبه وحاسوبه الشخصي، ولكن لم يسجلوا فقدان أي غرض. أقله هذا ما تبيّن لهم. ولم يجدوا سوى رسالتين معلقتين على المجيب الآلي لهاتف المنزل. رسالتان من امرأة واحدة لم تستمرا سوى نصف دقيقة، لكنهما أثارتا كل الجدل حول سيناريوهات اختفائه.

المرأة الغامضة

لم يكن رضا متزوجا وكان يعيش وحده. إلا أنه يحكى بحسب إحدى الشائعات التي كانت تدور ودارت خلال هذه الفترة أنه كان مرتبطًا بصحفية زميلة له في علاقة عاطفية، التي تزوّجت من وزير في الحكومة (بعيد انفصالهما) يشغل أحد المناصب ذات النفوذ الكبير في نظام مبارك. 

في يوم اختفاء رضا، تركت إمرأة غامضة رسالتين على آلة المجيب الآلي الخاصة برضا. لم يتم التوصل إلى تحديد توقيت تلك الرسائل، ومن غير الواضح ما إذا سمعهما رضا أم لا. 

تقول الرسالة الأولى، والتي كانت رسالة قصيرة لا تحمل الكثير من الدلالات : “هل يمكن أن تفتح هاتفك لأنني أريد التحدث معك؟”. فيما تقول المرأة الغامضة في الرسالة الثانية: “لماذا تفعل كل ذلك؟ مبارك وعائلته وأنا أيضًا”، وأضافت “لم يكن كل ذلك ضروريًا. هذه ليست الطريقة أو الوسيلة [الصحيحة].” ثمّ أنهت الاتصال بلغز مشددة على كل كلمة: “عيد مبارك. كل سنة وإنت طيب. حسنًا. إلى اللقاء”.

لرضا شقيقة أيضًا إلا أن الصوت المسجل على الجهاز لم يكن صوتها بحسب شقيقه السيد. ويعتقد بعض أفراد العائلة والصحفيين، أن ذلك الصوت هو صوت تلك الحبيبة السابقة المفترضة، المتزوجة حاليًا من وزير سابق.

وتستخدم عبارة “عيد مبارك” عادةً خلال الأعياد الإسلامية، وبشكلٍ رئيسي في حفلات عيد الفطر والأضحى. وفي تلك السنة، حلّ هذان العيدان في شهر نوفمبر وفبراير على التوالي. وكان عيد ميلاد رضا يقع بتاريخ 19 يونيو. لم يكن سبب استخدام تلك العبارة من قبل تلك المرأة واضحًا في شهر أغسطس. كما أن المصريين عادةً يستخدمون عبارة “عيد سعيد” وليس عبارة “عيد مبارك” أثناء الأعياد. 

كلمة مبارك هي أيضًا اسم عائلة الرئيس السابق ونجله الأصغر جمال، فهل يمكن أن يكون ذلك تهديدًا مبطنًا؟

استجواب مئات الأشخاص

استجوبت النيابة العامة – في الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الحادثة – أكثر من ألفي شخص شملت جميع الدوائر التي يتعامل معها أو يتحرك فيها رضا هلال، إلا أنها تجاهلت الرسائل التي وردت على هاتفه ولم تضمها إلى ملف القضية. وبعد أقل من شهرين على الاختفاء صرح يحيى قلاش السكرتير العام لمجلس الصحفيين بأن النقابة تستشعر ميلًا لدى جهات التحقيق لإغلاق القضية فيتحرك نقيب الصحفيين جلال عارف ويلتقي بوزير الداخلية حبيب العادلي الذي وعده بإبقاء الملف مفتوحًا، لكن العادلي لم يف بوعده وأغلقت القضية رسميًا.

ولمدة خمس سنوات لم يظهر أي جديد في قضية اختفاء رضا هلال ولا دليل على أنه لا زال على قيد الحياة أو فارق الحياة، فقط صمت مطبق. لكن مع حلول الذكرى السادسة لاختفاء نائب رئيس تحرير الأهرام، تلقى شقيقه ثلاث مكالمات هاتفية من مجهول تفيد جميعها بأنه ما زال على قيد الحياة، لتعود من جديد آمال أسرته وأصدقائه في ظهور رضا هلال؛ وتبدأ رحلة جديدة من البحث عنه في السجون والمستشفيات بما فيها مستشفيات الأمراض العقلية.

والغريب في الأمر، أن الأجهزة الأمنية رفضت منح أسامة هلال شقيق رضا شهادة سلبية أو إيجابية عن أخيه تفيد إن كان محتجزًا لديها أم غير محتجز. وهنا تقدم عبدالرحمن هلال ببلاغ إلى النيابة العامة – في أغسطس 2009 – يطلب فيه من النيابة بما تمتلكه من سلطة الإشراف على السجون التحقيق في هذه المعلومات وخاصة الرسائل التي وصلت إلى هاتف رضا. وفي البلاغ قال الأسرة إنها تشك في أن صوت المرأة الموجود على المجيب الآلي هو صوت الصحفية في “الأهرام” إلهام شرشر، زوجة حبيب العادلي منذ عام 2000، لكن التحقيقات انتهت إلى عدم وجود رضا هلال في سجن برج العرب أو أي سجن آخر. وفيما يخص ما تطرقت له الأسرة عن صاحبة الصوت، فإن النيابة العامة تجاهلته تمامًا.

وفي 2011 وبعد اندلاع ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك، عاد لغز اختفاء رضا هلال من جديد، مع عودة الأمل في اكتشاف ومعرفة حقيقة ما قد حدث له، ولهذا تقدمت أسرة الصحفي المختفي ببلاغ للنيابة العامة يطالب بإعادة فتح القضية ويتهم السيدة إلهام شرشر، بأنها صاحبة الصوت المسجل الذي هدد رضا. وفي هذه المرة حققت النيابة العامة مع زوجة وزير الداخلية الأسبق التي نفت أن يكون الصوت الموجود على المجيب الآلي صوتها.

أيضا، نقابة الصحفيين ضغطت مع عائلة رضا من أجل إعادة فتح قضيته، حيث تقدم حاتم زكريا السكرتير العام لنقابة الصحفيين آنذاك، ببلاغ جديد للنائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود، طالب فيه بالتحقيق مع 4 قيادات أمنية، وإلهام شرر الصحفية بالأهرام، حول لغز اختفاء رضا هلال. وتضمن البلاغ الذى حمل رقم “373” إلحاقاً بالبلاغات السابق تقديمها، بخصوص اختفاء الزميل رضا هلال، بعد أن وردت للنقابة معلومات من شقيقه، مفادها أن عدداً من الأشخاص لديهم معلومات مؤكدة عن اختطاف رضا هلال، ولهم صلة وثيقة بالواقعة.

وبحسب ما ورد فى البلاغ، فإن هؤلاء الأشخاص هم، اللواء أمين عز الدين نائب مدير أمن الجيزة، واللواء فاروق لاشين مدير أمن الجيزة، واللواء إسماعيل الشاعر مدير أمن القاهرة السابق، واللواء صلاح سلامة نائب رئيس جهاز أمن الدولة، بالإضافة إلى إلهام شرر الصحفية بالأهرام زوجة حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق، والسيد عبد العاطى السائق، بمؤسسة الأهرام الذى اصطحب رضا هلال لتوصيله إلى منزله يوم 11 أغسطس 2003، وهو التاريخ الذي اختفى فيها رضا هلال. وطالب البلاغ بالتحقيق مع الأسماء الواردة فى البلاغ، وتحديد مصير رضا هلال، والمشاركين فى واقعة اختطافه. لكن كسابقيه لم يسفر البلاغ عن حل اللغز.

وفي 2011 أيضا، نشرت جريدة الوفد تحقيقا حول اختفاء الصحفي رضا هلال، وفي التحقيق قال أحد ضباط الشرطة وهو عضو أمانة ائتلاف “ضباط ولكن شرفاء” جاء فيه على لسان الضابط المذكور حول رده على سؤال نصه “تقصد أن الشرطة هي التي قتلت رضا هلال؟”، أجاب نصا وفقا لما نشر “هي التي قتلته وأنا أعرف السبب وأعرف الضابط الذي تولى هذه العملية”.

حوض الجير الحي

صورة من تقرير للتلفزيون العربي حول اختفاء رضا هلال

 

وخلال العام 2011، استمعت النيابة العديد من الشهادات حول واقعة اختفاء رضا هلال، منها شهادة الصحفي محمد الباز، الذي كان قد نشر تحقيقاً صحفياً كشف فيه عن مقتل نائب رئيس تحرير الأهرام على يد وزير الداخلية السابق حبيب العادلي أثناء تعذيبه للاعتراف بعلاقته بزوجة أحد الوزراء، وأن وزارة الداخلية تخلصت من جثة رضا عن طريق دفنه في أحد مقابر البساتين. وفي هذه الشهادة شرح الباز كيف أنه يعتقد أن رضا قد قتل، وكيف أن الشرطة السرية أذابت جسده في حوض من الجير الحي استخدم بدوره في ورشة بناء بغية إخفائه إلى الأبد.

لكن الباز رفض الإفصاح عن أسماء المصادر التي يقول إنها زوّدته بمعلومات دقيقة ووفيرة عن جريمة قتل رضا هلال إلا أنه وعد بمراجعة تلك المصادر وإعلام النائب العام بما ينتج عن ذلك. ويشار إلى أن الباز الذي يقول إنه تم إخفاء جثة رضا في الجير الحي الذي أدّى إلى “ذوبان الجسد كليًا باستثناء العظام”، محوّلاً إياه إلى جير، تم لاحقًا إرسال ذاك الزير إلى ورشة بناء، ادعى تحققه بنفسه من ورشة البناء تلك، من بعد الحصول على معلومات سرية وكان قد أكّد أحد شهود العيان (من بين عمّال البناء) أنهم رأوا “عظام بشرية في تلك المادة.”

أيضا من بين الشهادات التي استمعت النيابة إليها النيابة أقوال الصحفي عماد فواز بجريدة الكرامة بخصوص اتهامه التنظيم السري بوزارة الداخلية باختطاف رضا وإيداعه مستشفى الأمراض العقلية في العباسية في عنبر الخطرين تحت اسم مستعار في 25 سبتمبر 2003.

رواية قنديل وثروة جمال

وفي 2014، جرى تداول رواية جديدة عن اختفاء الصحفي رضا هلال، حيث قال الصحفي عبدالحليم قنديل، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “مانشيت”، على قناة “أون تى فى”، بأن مصادر مقربة من جريدة الأهرام أخبرته بسيناريو اختفاء وقتل نائب رئيس تحرير الأهرام، لافتًا إلى أن المصدر أبلغه أن هلال كان على علاقة طيبة بمدير مكتب الأهرام فى أمريكا، وكان مقربًا لشلة جمال مبارك وقتها، وكانت له جريدة بالإنجليزية بعنوان “الفراعنة”.

وأوضح قنديل أنه تم إبلاغ “جمال” بأن رضا هلال باح بمعلومات لأحد الأشخاص، حول ثروة الأول وشراكته لرجال أعمال أجانب بينهم يهود فى لندن، واختفى هلال بعد ذلك، منوهًا لأن المصدر أبلغه بأن الصحفى قتل ودفن بعد ذلك فى مكان غير معلوم. مضيفا: “لا يوجد أى صحفى يكشف عن مصادره لأحد، وعلى النيابة البحث والتحرى فى هذه الواقعة”.

وثيقة “التنظيم السري”

ومن بين ما ذُكر حول واقعة اختفاء الصحفي رضا هلال، وثيقة متداولة إعلاميًا بعد مهاجمة مقار أمن الدولة عقب ثورة 25 يناير عام 2011 ونشرتها صحيفة “الجريدة” الكويتية، تفيد بأن أن حبيب العادلي وزير الداخلية السابق هو من خطف رضا هلال، وبحسب الوثيقة فإن العادلي كان لديه تنظيم سري هو من اختطف رضا هلال. وعلى الرغم من عدم وجود دليل واضح على صحة الوثيقة، فإن سيناريو تورط النظام في اختفاء رضا هلال يظل أكثر السيناريوهات التي يتداولها متابعو القضية، خاصة مع المكالمات المسجلة لزوجة الوزير السابق.

حيًا أم ميتًا؟

ومع مرور أكثر من 20 عاما على اختفاء الصحفي رضا هلال، وعلى الرغم من كثرة الشهادات والروايات حول الحادثة التي لاحقتها جميعها أسرة هلال لعلها تحصل على أجوبة ويطفئ النار المشتعلة في قلوب أفرادها، إلا أنه لا توجد أي وقائع واضحة على الإطلاق سوى واقعة وحيدة؛ وهي واقعة حقيقية وملموسة مفادها هي أن الصحفي رضا هلال لم يعد هناك. وتبقى قصته واحدة من أكثر قصص الاختفاء القسري غموضا وشهرة في مصر.

أخيرا، وبعد رواية ما نعرفه عن قصة اختفاء رضا هلال، لا بد من الإشارة إلى أن خلال السنوات العشر الماضية، وبالتحديد من بعد يوليو 2013، شهدت مصر تزايدا كبيرا في حالات الاختفاء القسري مع توسع الأجهزة في استخدام هذه الجريمة التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، نظرا لأنها تتم ممارستها على نطاق واسع وبطريقة ممنهجة، لنجد مئات من قصص الاختفاء المشابهة لقصة الصحفي رضا هلال، ولعل أبرزها قصة اختفاء السياسي والبرلماني السابق مصطفى النجار الذي يُكمل في سبتمبر 2024، ست سنوات رهن الاختفاء القسري.

جدير بالذكر أن المفوضية المصرية للحقوق والحريات، أطلقت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” في 30 أغسطس 2015 بالتزامن مع اليوم العالمي لضحايا الاختفاء القسري، بهدف نشر الوعي بخطورة جريمة الاختفاء القسري على المجتمع المصري، وضرورة الوقوف أمام ممارسة تلك الجريمة في ظل توسع السلطات المصرية في ارتكاب الجريمة بحق المواطنين المصريين.

ويبلغ إجمالي عدد الأشخاص الذين وثقت حملة “أوقفوا الاختفاء القسري” تعرضهم للاختفاء القسري حتى أغسطس من العام الماضي 4253 حالة. ووفقا لتوثيق “المفوضية المصرية” شهد العام 2019 أكثر حالات الإخفاء القسري بـ 927 حالة. وهذا هو العام الذي شهد اندلاع مظاهرات 20 سبتمبر 2019 التي طالبت برحيل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وجرى قمعها والقبض على مئات الأشخاص في أعقابها، وتعرض بعضهم للإخفاء القسري. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى