“عندما أصبح الموت ثمنًا لمشاهدة مباراة كرة قدم”
9 فبراير 2015
في واقعة جديدة من سلسلة الانتهاكات الموسعة التي تقوم بها قوات الأمن، قامت
قوات الأمن مساء أمس بالتسبب في قتل ما لا يقل عن 19 فرد من جماهير نادي
الزمالك، وذلك أمام استاد الدفاع الجوي بالتجمع الخامس، نتيجة الاستخدام
الخاطئ للغاز المسيل للدموع مما يعيد بالذاكرة واقعة قتل 37 شخص داخل سيارة
ترحيلات أبو زعبل في أغسطس 2013، و التي لم يحاسب عليها أحد. قامت قوات الأمن
باطلاق القنابل المسيلة للدموع على الجموع في محيط ضيق بدون سابق انذار أو سبب
يستدعي ذلك مما أدى إلى تكدس الجماهير واختناقهم بالغاز في ممر ضيق بعرض 4 إلى
6 أمتار حسب شهود العيان. تبعه إلقاء القبض على 18 شخص آخرين على ذمة المحضر
رقم 4584 لسنة 2015 جنح مدينة نصر أول، ثم وجهت لهم النيابة عددا من الاتهامات
منها “اثارة الشغب، والتعدى على قوات الأمن، ومحاولة إقتحام استاد الدفاع
الجوي بالقوة، وقطع الطريق، وحيازة شماريخ، وحيازة ألعاب نارية” .
تطالب المفوضية المصرية للحقوق و الحريات بتشكيل لجنة مستقلة ونزيهة للتحقيق
وجمع المعلومات والأدلة وفحص التسجيلات الفيديو واستجواب المتهمين بالقتل
واستدعائهم وأخذ شهادات شهود العيان في وقائق قتل مشجعي نادي الزمالك، لتقديم
المسئولين عن قتلهم إلى العدالة، و تذكر المفوضية المصرية للحقوق والحريات بأن
فشل منظومة العدالة في محاسبة المسئولين عن وقائع قتل سابقة متعددة أدى إلى
شعور رجال الأمن بأنهم فوق القانون لا يحاسبون عن انتهاكاتهم ضد المواطنين.
ومن خلال المعلومات التى حصل عليها باحثو المفوضية المصرية تبين الآتي :
أنه في حوالي الساعة 4 عصرًا يوم 8 فبراير 2015 تجمعت جماهير نادي الزمالك
أمام الاستاد للدخول، وكانت بوابة الاستاد الرئيسية مغلقة، واقتصر الدخول على
ممر ضيق حديدي يشبه النفق بعرض حوالي 4 – 6 أمتار، مع اختلاف تقدير طوله من
شهود العيان، وكان يحيط به سلك شائك من الجانبين، ثم قامت قوات الأمن بإطلاق
قنابل الغاز المسيلة للدموع داخل هذا الممر مما أدى إلى تدافع المشجعين وسقوط
الصفوف التى كانت في المؤخرة بسبب التدافع والتكدس، أدى إلى دهسهم واختناقهم
بالغاز .
وقال محمد السويسي أحد شهود العيان للمفوضية المصرية للحقوق و الحريات، أن
الجماهير كانت تنتظر دخول الاستاد في ممر ضيق بطول 500 متر تقريباً، ثم قامت
قوات الأمن بإطلاق قنبلة غاز مسيلة للدموع داخل الممر مما أدى الى تدافع
الجماهير، نتيجة اشعال أحد المشجعين شمروخ بهدف تقليل التزاحم فى المنطقة
الأمامية من الممر. و قال أن قوات الأمن قامت بإطلاق الخرطوش عليهم وكذلك
قنابل الغاز بكثافة، ثم أُصيب في ذراعه الأيمن، وحدث تساقط الجماهير على الأرض
نتيجة التكدس، وكانت قوات الأمن قد أغلقت الطريق أمام عربات الإسعاف مما أدى
إلى وصولها متأخرة ما يقارب 45 دقيقة من بدء الأحداث .
ويصف أحد الناجين من الموت المشهد قائلًا “لم يكن هناك سوى ممر واحد لدخول
الاستاد عرضه لا يتعدى 4 أمتار، وكان الممر طويل وكان فيه ما يقرب من 8 آلاف
فرد على أقل تقدير، وكنا في انتظار سماح الأمن لنا بالدخول، ومرة واحدة قامت
قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع وحدث تدافع رهيب من رائحة الغاز، أناس
كثيرة وقعت من شدة التدافع و دهسهم وكنت من ضمنهم ولكن الذي أنقذنى هو وجود
أشخاص أسفل منٌى”
و يصف باسم نوفل أحد شهود العيان المشهد أمام الاستاد قائلًا “الداخلية كانت
موقفة الجماهير في ممر طويل جدًا وصغير على العدد الكبير الذي كان موجود، وكان
دخول الجماهير فرد فرد بعد التفتيش. و كان هناك سيارة تابعة للشرطة تريد
الخروج من الاستاد من هذا الممر وبالفعل خرجت ووقفت في نصف الممر، وبعدها بخمس
دقائق خرج منها ظابط و10 عساكر يحملون بنادق الغاز وعصيان، قاموا بالاعتداء
علينا وأنزلونا من على رصيف صغير بالممر كنا واقفين عليه، بعدها أشعل أحد
الجماهير شمروخًا فقامت الداخلية بضرب قنابل الغاز في وسط الممر الحديدي
المغلق بسور من الجانبين والموجود داخله الآلاف، وبدأ التدافع وكان الصف
الأخير هو الأكثر تأثرا فسقطوا من شدة التدافع وكان يتم دهسهم من شدة التدافع
بين صفوف الجماهير”
ويقول شاهد آخر من شهود العيان وكان يقف بالصفوف الأمامية “البوابات وقعت
علينا وقبل ما تقع قلت للظابط ياباشا ستقع علينا فكان رد الظابط «ما تولعوا»،
الممرات الحديدسة و الأسلاك الشائكة وقعت علينا، خرجت وهي بتقع بقدرة قادر،
ولقيت العساكر أمامي بدأو ضرب. قلت لعسكرى موتنى هنا لن أرجع للوراء حتى أموت
مخنوق، بدأ الضرب يشتد ، و جريت علي المدخل الذي كانت الداخلية غلقاه من
الأمام ، كنا ندوس على ناس واقعة على الأرض. جزم ملقاة على الأرض ودم وحالات
اختناق وصريخ كانت لحظات موت”
ومن خلال زيارات باحثى المفوضية المصرية للحقوق والحريات لمشرحة زينهم تبين أن
المشرحة إستقبلت مبدئيا 19 جثمان حتى الساعة السادسة صباحا من يوم 9 فبراير
2015، وكانت التقارير المبدئية لإستخراج تصاريح الدفن تشير الى أن أسباب
الوفاة ما بين تسمم بالغاز وإختناق بالغاز والضغط على منطقتي الصدر والبطن،
وقد تسلم أهالي الضحايا جميع الجثامين لدفنهم .
وحصلت المفوضية المصرية على أسماء القتلى ال 19 من مشرحة زينهم وهم :
1- محمد صلاح سليم سليمان، 19 سنة
2- اركان سيد عبدالباسط محمد، 23 سنة
3- امين سيد احمد عباس، 59 سنة
4- عبدالرحمن الحسن الحسن الشاذلى، 20 سنة
5- ابراهيم محمد إبراهيم عزام, 20 سنة
6- شريف رفعت مسعود الفقى, 24 سنة
7- عصام محمد عبدالقادر عبدالسلام، 16 سنة
8- عبدالرحمن عماد السيد، 19 سنة
9- مصطفى عبدالله احمد، 20 سنة
10- محمد احمد شوقى عبدالحميد، 24 سنة
11- عبدالحميد على توفيق عبدالمقصود، 23 سنة
12- وليد محمد عبدالعال، 15 سنة
13- محمد صلاح محمد عبدالرحمن، 20 سنة
14- احمد مدحت حسن عبدالحافظ، 25 سنة
15- يوسف جمال حسين، 24 سنة
16- محمد سعيد إمام داوود، 22 سنة
17- محمود سمير شعبان، 22 سنة
18- محمود نبيل عبدالله محمد، 19 سنة
19- اسلام عماد على عبدالشافى، 24 سنة