المفوضية المصرية للحقوق والحريات
الأحد 15 مارس 2015
«عمر عصام عبدالفتاح» حلقة جديدة في مسلسل الاختفاء القسري
رصدت المفوضية المصرية للحقوق والحريات عملية اختفاء جديدة قامت بها قوات الأمن حيث قامت مجموعة مسلحة من قوات الأمن ظهر يوم السبت 7 مارس 2015 بالقبض على الطالب عمر عصام عبدالفتاح الفيومي الطالب بالفرقة الثانية بمعهد فنى مختبرات من داخل محل عمله بسوبر ماركت المملوك لأبيه بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، وأدخلوه توكتوك وكانت خلفهم سيارة تابعة للشرطة ثم قاموا باصطحابه إلى مكان غير معلوم، ونظرا لأنه مريض بالقلب كان فى حالة اغماء، وبعد القبض عليه مباشرة ذهبت قوات الشرطة إلى السوبر ماركت مطالبين بهاتف عمر المحمول فقام عمه بإعطائه لهم وانصرفوا بعد إتلاف محتويات السوبر ماركت.
وبعد القبض على عمر بساعه ونصف قام أفراد من قوات الشرطة ملثمون في أكثر من 15 عربة ومدرعة تابعة للشرطة، باقتحام منزل عمر دون اذن من النيابة العامة وقاموا بتفتيش المنزل واهانة أسرتة تحت تهديد السلاح، وأخذ ملابس خاصة به وعدد 3 أجهزة كمبيوتر محمولة، وقال أحد العساكر “وجدنا الهدوم اللي كان فيها القنبله” لافتا الي أحد التفجيرات بمنطقة المحلة في الجمعه الماضية، وعندما اعترضت خالة عمر موضحة بأنهم كانوا بمدينة الإسكندرية يومها وقدمت للضابط التذاكر التي تثبت صحة كلامها أخدها ووضعها فى جيبه الخاص .
ثم قامت أسرتة بالبحث عنه في جميع الأقسام المحيطة – قسم أول المحلة وقسم ثانى وقسم أول وثان طنطا – وفوجئوا بأن اسمه غير مدرج بالكشوفات، فقامت أسرتة بإرسال تليغرافات لوزير الداخلية، والنائب العام، والمحامي العام بطنطا بتاريخ 7/3/2015.
وأضافت روفيدة أخت عمر، بأنه قد علموا من أحد الأطباء بمركز القلب بالمحلة أنه كان متواجد داخل المركز في الحادية عشر من مساء السبت يوم القبض عليه، وكانت حالتة سيئة وأخذوه مرة اخري، وعلمنا أنه ذهب لمركز القلب مرة أخرى يوم الثلاثاء وكانت حالته أسوأ وقام الطبيب بعمل فحوصات وأشعة وكانت ملامح وجهه غير واضحة حسب ما أخبرهم به أحد الاطباء، وكانت هناك قوة كبيرة مصاحبة له، وتم إجبار الطبيب على كتابة تقرير يوضح أن حالته مستقرة، وأضافت بأنه يعاني من روماتيزم عالى على القلب، وتراجع فى صمام القلب، وضربات القلب لديه غير منتظمة وتخشى أسرتة من أن يكون في مكان احتجاز غير مناسب كما تخشى أن تلفق له قضايا تحت ضغط التعذيب وخاصة أن حالتة الصحية لا تسمح بذلك.
وتطالب المفوضية المصرية للحقوق والحريات السلطات المصرية بالإفصاح عن مكان عمر عصام، وتوفير الرعاية الصحية اللازمة له، وعدم التعرض له بأي أذى أو سوء معاملة أثناء الاحتجاز وعرضه فوراً على النيابة ان كان مشتبها به فى أي جرم، ومعاقبة المسؤولين عن اختفائة هذه الفترة.
ولقد رصدت المفوضية الكثير من الحالات المشابهة المصاحبة للحرمان من من التواصل مع المحامين وعدم الاتصال بأهلهم، وما يتعرضون له داخل أماكن الاحتجاز في مقار أمن الدولة من تعذيب لاجبارهم علي الاعتراف بجرائم لم يقوموا بفعلها، والتي كانت منها حالة الطالب «عمرو ربيع» الذي كان مختفيا لفترة وظهر اسمه ضمن قضية أنصار بيت المقدس، وحالات آخرى لم يتم الافصاح عن أماكن احتجازها حتى الآن رغم اتخاذ أهلهم ومحاميهم كافة الاجراءات القانونية لتحرك السلطات للبحث عن مفقوديهم ولكن لم تتخذ السلطات التدابير الازمة لحماية هؤلاء المختفين قسريا ولم يفتحوا تحقيقا نزيها لاظهار هؤلاء المختفين.