الحركة الطلابية ومنحنيات الصعود
إن المدرك لحقيقة الوضع السياسي والأمني في مصر، يعلم أهمية ما حققته الحركة الطلابية في هذا العام الدراسي 2014/2015، في ظل وجود قبضة أمنية وتعسف من إدارات الجامعات المختلفة، ظهرت على الساحة بعد أحداث 30 يونيو ولحقها عام دراسي ملئ بحالات اعتقال وقتل الطلاب واقتحام الحرم الجامعي وأيضا حالات فصل تعسفي للعديد من الطلاب، بالإضافة الى توجيه تعليمات الى رؤساء الجامعات بمنع الطلاب من ممارسة النشاط السياسي داخل الجامعات وبحظر العمل الحزبي الذي على إثره قامت الجامعات بحظر الأسر ذات الظهير السياسي. مع هذه القيود كان متوقعاً أن يتلاشى الحراك الطلابي داخل الجامعات، لكن ذلك لم يحدث.
و على عكس ما كان متوقع بشأن تلاشى حراك الطلاب في الجامعات، استطاع الطلاب تحقيق بعض الانتصارات التي ظنها البعض غير ممكنة في ظل الظرف السياسي الحالي، فقد استطاعت بعض الإضرابات الطلابية الضغط على إدارات الجامعات لتحقيق أهدافها. فقد تبين ان الحركة الطلابية استطاعت تطوير استراتيجيتها في قيادة الإضرابات وتنوع وسائلها في الاتصال بجموع الطلاب واشراكهم بشكل مباشر في الحدث، مما أدى لزيادة زخم الإضرابات وتقوية تأثيرها. هذا بالطبع نتيجة لنضالات خاضتها الحركة الطلابية منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، وفى محاولة لتدارك الأخطاء السابقة التي حرمت الحركة الطلابية من تحقيق انتصارات كان من السهل تحقيقها.