المفوضية المصرية للحقوق والحريات

“الجوانب الإبداعية للأسرى الفلسطينيين” من أدب السجون لأطفال النطف

“الجوانب الإبداعية للأسرى الفلسطينيين” دراسة مهمة للدكتور رأفت حمدونة المتخصص في شؤون الأسرى الفلسطينيين، والذي كان واحدا منهم على مدار 15 عاما، ومنذ أن كان في عمر العشرين، ليقضي زهرة شبابه في غياهب السجون الإسرائيلية ، لأسباب نضالية.

ربما أهم ما يميز تلك الدراسة أنها علمية إحصائية بحتة بعيدة عن البكائيات، أو حتى محاولة جلب التعاطف لهؤلاء، بل إنها تطلعك بشكل مباشر على وسائل الأسرى في مقاومة الاحتلال، من داخل سجونهم، ورغم الظروف الشديدة القسوة، التي يعيشونها.

يقول الكاتب أن الوقت داخل السجن هو أهم عدو يواجهك كأسير عموما، وفي التجربة الفلسطينية خصوصا يقضي أغلب المعتقلين فترات طويلة جدا، محرومين من وسائل الإلهاء، أو حتى التثقيف، خصوصا بعد وصول بنيامين نتنياهو إلى الحكم، ووزيره المتطرف إيتمار بن غافير، الذي طالما حرض على تعذيب الأسرى، وحرمانهم من سبل الحياة، الذي برر زياراته لسجون الأسرى ذات مرة بـ “التحقق من أن ظروف الأسرى لن تتحسن”.

الوقت أيضا إما يقودك إلى الجنون أو الإبداع في فنون مقاومة الفراغ، والتي منها أنتجت البشرية ما يسمى بأدب السجون، والتي للإنتاج الفلسطيني نصيب مهم منها مع الأسف.

تأتي هذه الدراسة في تبيان الوجوه المختلفة لشعب فلسطيني طالما اتهمه من  يناهض حق الفلسطينيين في تقرير المصير، بالجهل، والبربرية، فها هو أديب، وشاعر، ومثقف نوعي، لم يكسره القيد على مدار عشرات السنوات.

الدراسة ترصد الجوانب الإبداعية للأسرى الفترة من 1985 – 2015، وكما أسلفنا حرص الباحث فيها على اتباع الطرق العلمية وعدم الاكتفاء بالانطباعات.

نماذج من أدب السجون

 التنظيم والتماسك في مواجهة جرائم الاحتلال

تدرج الكاتب في عرض دراسته، إذ رصد في البداية مظاهر تضييق السجان على الأسرى الفلسطينيين، وسبله المختلفة لكسر إرادة الأسير.

يقول الكاتب أن عمليا تعد السجون الإسرائيلية من أسوأ عشرة سجون في العالم نظراً لظروف الاعتقال بداخلها، وطرق التحقيق التي يخللها ألوانا من التعذيب، والقتل الممنهج للأسرى، سواء كان عبر الأسلحة الحية، أو سوء التغذية، والاقتحامات الليلية، وكذلك الإهمال الطبي.

في السياق ذاته رفض الكاتب تشبيه السجون الإسرائيلية بسجن الباستيل الفرنسي الذي أنشأ في فرنسا بين عامي 1370- 1383م، كحصن للدفاع عن باريس، ومن ثم كسجن للمعارضين السياسيين المحرضين على الدولة والجناة أخلاقياً، إذ اعتبره قليل من قسوة الحياة في السجون الإسرائيلية.

“سنجعل من المعتقل وسيلة لتخريب هؤلاء الفلسطينيين”، هكذا خطط الاحتلال للفلسطينيين، والتي جسدتها مقولة اسحق رابين، إذ أعدت إدارة السجون الإسرائيلية، الطواقم المتخصصة والمدربة؛ لتحطيم الروح المعنوي للمناضلين وتفريغهم من محتواهم الثقافي.

يسترسل الكاتب في وصفه للممارسات الإجرامية ضد المعتقلين الفلسطينيين أن وظيفتها قتل الروح الثورية، ودفعهم للندم على انتمائهم، وفي النهاية توبتهم وخلق انسان مختلف تماماً، انسان خانع مستسلم للواقع والقوة ، مقتنع بعبثية النضال الوطني بحسب ما يورد الكاتب في دراسته.

اتبع الإسرائيليون في الأمني، والإسقاط الأخلاقي وضرب الأطر التنظيمية، وافتعال الأحداث، وإثارة الفوضى، ونشر الإشاعة، واستخدام وسائل ردعية وغير انسانية”.

يقول الكاتب أن تحمل الأسرى الكثير من أشكال التعذيب في السجون الإسرائيلية، وسقط منهم العشرات من أجل بلورة أشكال وهياكل تنظيمية، وسعوا للحفاظ على تنظيمهم، وكانوا على يقين أن تماسكهم يمنحهم قوة في مواجهة إدارة السجون، وغلبت هنا المصالح الوطنية العليا على الأنا والذاتية، والحزبية أيضاً.

بحسب الدراسة، استشهد 207 أسيراً فلسطينياً خلال الفترة ما بين1967- 2015م، منهم 71 أسيرا تحت التعذيب، ونحو 55 نتيجة الإهمال الطبي، وسوء الرعاية الصحية، و7 آخرين، جراء إصابتهم برصاصات قاتلة، إضافة إلى 74 أسير تم قتلهم عمداً، وتصفيتهم جسدياً بعد اعتقالهم إلى جانب استهداف الأسير نفسياً بممارسة التعذيب النفسي، تحت الضغط وبالتهديد والوعيد، الأحكام العالية لقتل الإبداع لديهم، والعزل الانفرادي، وعدم تواصله مع محيطه عبر منع الزيارة عنه لمدة تزيد عن خمس سنوات.

 

رسائل بخط دقيق لتهريبها إلى الخارج أو لسجون أخرى

مراحل التضييق على الإبداع

في الجوانب الإبداعية ومحاولة طمسها مُنع الأسرى من امتلاك الأوراق، والأقلام أو الكتب، وكانت غرفهم تتعرض لتفتيش الدقيق ليتم خلالها قلب الغرف، وتحطيم محتوياتها، والعبث بأغراض وملابس الأسرى الأخرى، خلافا للمعاملة غير الإنسانية، بتشغيل الأسرى وفق نظام السخرة بهدف الاستغلال والإذلال، والمهانة التي تمنع أي شكل من أشكال الإبداع، خصوصا في أولى مراحل الأسر.

ردت إرادة الأسرى على الجرائم ضدها، عبر مراحل، ففي الثمانينات كان الإضراب الكبير الذي حقق خلاله الأسير الكثير من الإنجازات، مثل إدخال التلفاز، والراديو وإدخال الكتب، والملابس.

الإنجازات نفسها حاولت اسرائيل الانقضاض عليها، وظل الوضع في شد وجذب حتى جاء العام 1994 الذي تزامن مع اتفاقية أوسلو الشهيرة، والتي فتحت الباب أمام النضال السياسي، على أمل الإفراج عنهم.

حينها اعتقدت مصلحة السجون الإسرائيلية أنها أمام واقع جديد يمكنها من استعادة ما انتزع منها خلال السنوات الماضية، لذلك شهدت تلك المرحلة موجة من العزل لعدد كبير من الأسرى والقيادات، واستفحل الأمر مع التضييق عليهم بالزيارات، ما قوبل بالإضراب العام داخل السجون في مايو عام 2000.

 

 

من إبداعات الأسرى داخل السجون 

أدب السجون كوسيلة للمقاومة

في تقدير الكاتب كان لتلك الجرائم، والانتهاكات أثرا عكسيا، حيث ساهمت في تنمية الإبداع لدى الحركة الأسيرة باستغلال الوقت، وبناء الذات الثورية، وتقوية العلاقات الفصائلية داخل السجن، وتعزيز مفهوم النقد الذاتي، والانضباط والرقابة.

كما ظهر أدب السجون بكافة أشكاله، حيث اعتبر الأسير أن القلــم اداة للمقاومة  بعــد الاعتقال، و الورقــة هــي ســاحة المعركة على كل الجبهات، معركــة إظهار المشاعر النبيلة مقابـل ثقافــة الحقد والكراهية، وتحطيم القيمــة الإنسانية، معركــة العلــم، والمعرفة مقابـل سياسة التجهيل والأمية، معركــة الأمل والتفاؤل مقابـل سياسات التشاؤم والتيئيس والإحباط، معركــة الفــرح والحرية، هكذا وصف الكاتب خلفية الإبداع لدى الحركة الأسيرة.

وصف المؤلف أدب السجون الفلسطيني بأدب يغلب عليه المقاومة، كما يعتبره جزء لا يتجزأ من الأدب العربي المعاصر، وبالتالي الأدب الوطني، والعالمي الحديث.

ميز الكاتب ذلك الأدب بإنسانيته، ورقة مشاعر وأحاسيس ومصداقية، وقدرة على التعبير والتأثير، وهو كل ما كتبه الأسرى داخل الاعتقال وليس خارجه، بشرط أن يكون من أجناس الأدب كالرواية، القصة الشعر، النثر، الخاطرة، المسرحية، والرسالة.

كما عدد المؤلف خصائص هذا الأدب، التي أهم ما يميزها الحيوية، والانفعال، والتجربة الحية الصادقة، كونه نتج من رحم المعاناة، كما يتميز بالرمزية، فغالبا ما يلجأ الكاتب إلى الرمز للتعبير عما يعتلج في حناياه، ويتميز أيضا بالتصوير الفني، والبلاغة، والاختزال، والعاطفة المتأججة، وسعة الخيال، والحزن المشوب بالتحدي، والثقافة الواسعة.

ويعتقد الكاتب أن أدب السجون له انعكاسه الكبير والإيجابي على نفسية الأسير والواقع الاعتقالي كونه يعبر عن ذواتهم وآمالهم وطموحاتهم الشخصية والوطنية ويخرجهم من ضغوط الاعتقال وأجواء الكبت والقيد إلى عالم الخيال الرحب.

ويعتقد الكاتب أن هناك صورتين واضحتين في أدبيات الأسرى عن الأسير والسجان، فمن ناحية يتميز الأدب الأسير بالثقافة الإيجابية، في حين أن السجان دائما لغته عدائية، لذلك أدبيات الأسرى وضحت ثقافة السجان السلبية، ووضحت ثقافة الأسير الإيجابية، وكذلك تحدثت أدبيات الأسرى عن نطاق سيطرة الأسير على الوقت الذي أشغله بالشكل الإيجابي والذي كان السجان يحاول بأن يكون هذا الوقت ضد الأسير لتدميره نفسيا وثقافيا ووطنيا وغير ذلك.

 

رسالة من أسيرة فلسطينية لابنتها في زفافها بلغة أدبية رفيعة

كان لأدب السجون الكثير من التأثير على المجتمع الفلسطيني الذي وجد فيه الصدق في المشاعر والبعد عن الذات والمصلحة الشخصية إلى الشيء العام والمصلحة الوطنية، وأوصل للقارئ الكثير من الرمزية والتجارب الاعتقالية وتحذير المقاومين في الكثير من النواحي الأمنية والخروقات التنظيمية وتصويبها ووسائل وأساليب التحقيق والتنبيه للغامض فيها، والانتماء، بحسب تجربة الكاتب شخصيا.

يجزم الباحث أن ما هو مجهول من إبداعات الأسرى الأدبية، وما تم مصادرته من قبل إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، ومن لم ير النور بالطباعة بسبب القصور باتجاه أدب السجون لهو أكثر بكثير مما عرف وما يتم إبرازه وجمعه.

لهذه الإسهامات الهامة حصة لا بأس بها في إصدارات اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وفي الملاحق الأدبية والثقافية في الصحف والمجلات المحلية وحتى في الكتب المترجمة إلى لغات أجنبية، كمثال إصدار اتحاد الكتاب باللغة الانجليزية نصوص قصة قصيرة – حيث مثل عدد المشاركين من الأدباء في هذا الإصدار الذين تخرجوا من تجربة الاعتقال 15 من أصل 44 أي ما يقارب الثلث.

 كما أن التجربة الثقافية والإبداعية في المعتقلات حققت إنجازات لفتت انتباه عدداً من الباحثين والدارسين والأكاديميين على المستوى الفلسطيني والعربي والدولي.

فضلا عن الأدب تعرض الكاتب خلال الدراسة إلى الكثير من مظاهر إبداع الأسرى، عبر الأفعال النضالية الأخرى، مثل الإضراب المفتوح عن الطعام، أو ما يعرف بمعركة الأمعاء الخاوية، أو المعركة الاستراتيجية في السجون” هو امتناع المعتقل عن تناول كافة أصناف، وأشكال المواد الغذائية الموجودة في متناول الأسرى باستثناء الماء وقليل من الملح”، ومما لا شك فيه أن هذه المعركة تشكل خطوة بالغة الخطورة والأقسى، التي يلجأ إليها المعتقل بعد نفاذ كافة الخطوات النضالية التكتيكية الأخرى وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح بين سلطة السجن ، واللجنة النضالية الخاصة بالمعتقلين .

 

رسالة شكر وجهها الأسرى للمتضامنين معهم بعد إضراب مفتوح عن الطعام 

النطف المهربة “سفراء الحرية”

كما شكلت ظاهرة النطف المهربة وسيلة للنضال بين أوساط الأسرى المتزوجين لإنجاب أطفال سفراء الحرية، أو ما عرف بالإنجاب من داخل السجون، أو كما يقول الكاتب “جميعها مسميات تدل على أحدث معركة إنسانية مستجدة لصناعة الحياة، حكاية بدأت بفكرة، وانتهت بحقيقة رغم كل قيود الاحتلال، معركة اعتمدت على حرب الأدمغة بين الأسرى والسجان، قوامها التطلع للحياة بعين متفائلة” .

برزت ظاهرة تهريب النطف بين أوساط الأسرى الفلسطينيين المتزوجين ومن امضوا فترات طويلة، ومن ذوي الأحكام العالية وممن حرموا بتكوين أسر وإنجاب ذرية بسبب واعتقالهم وحرمانهم من اهلهم وذويهم وزوجاتهم.

 ظلت الفكرة قرابة عقدين إلى أن تحولت لواقع يقلل مضاجع الاحتلال، واعترضت الأسرى وذويهم ثلاث إشكاليات أساسية لتحقيق تلك الأمنية، فالناحية الشرعية والاجتماعية تم تخطيها حيث” أجازت المجامع الفقهية العملية التلقيح الصناعي بين الأزواج في حالة الضرورة، فهي مباحة في حالة العجز عن الإنجاب بالشكل الطبيعي، وفي حالة رغبة الزوجين في التناسل مصلحة مشروعة لهم”.

أما الناحية الأمنية، فقد رفضوا فكرة الخلوة الشرعية داخل السجن لعدم الثقة بأخلاقية سلطات السجون الإسرائيلية التي لا نتوانى عن فضح الخلوة بالصوت والصورة واستخدامها كابتزاز، وعدم قبول الأزواج، لذلك تم اللجوء إلى تهريب النطفة المخزنة.

 وبدأت أول محاولة عام 2002م، ولكنها لم تنجح بسبب قلة خبرة الأسرى في حفظ حياة الحيوانات المنوية، وتوصيلها للخارج، وضعف الإمكانيات العلمية والمهنية، حتى سجلت الحركة أولى نجاحاتها في 2012، لأسير محكوم عليه بـ 27 سنة سجن مؤبد

وفي ختام الدراسة يقترح الباحث مجموعة من التوصيات أهمها، تحديد المكانة القانونية للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على المستوى الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، وإلزام إسرائيل  التعامل وفق تلك المكانة في كامل الحقوق، فضلا عن تدويل القضية، وجعلها من الأولويات.

وحفاظا على الجوانب الإبداعية يقترح إدخال مساقات تعليمية و تربوية ومنهجية لتناول التجربة الاعتقالية، وتواصل التنسيق بين وزارة التربية والتعليم وهيئة شؤون الأسرى والمحررين، والمؤسسات الفلسطينية التعليمية لكسر الحصار الإسرائيلي التعليمي والأكاديمي في السجون.

كذلك العمل على جمع وتوثيق إبداعات الأدب النضالي للأسرى، ووضع برامج تعليمية تربوية التعزيز الاهتمام به ونشره وحفظه، ووضع خطة لتبني إصدارات الأسرى الأدبية.

“حول الكاتب”
الدكتور رأفت خليل عطية حمدونة
  • مواليد مخيم جباليا 8/8/1970
  • تم اعتقاله في العام 1990 م على خلفية نضالية وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عام وإغلاق جزء من بيته، أمضى فترة اعتقاله في سجون عدة منها ” عزل الرملة، عسقلان، نفحة، بار السبع، هداريم، ریمونیم، جلبوع، و تم تحريره في 2005 بعد قضاء کامل محکومیته.
  • حاصل على بكالوريوس: علم اجتماع وعلوم إنسانية (جامعة القدس المفتوحة – عام 2005)
  • وشهادة امتياز عام 2001.
  • ماجستير دراسات إقليمية تخصص دراسات إسرائيلية من جامعة القدس ” أبو ديس “
  • دكتوراه في ” العلوم السياسية ” من معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة مع مرتبة الشرف الأولى.

1 عمليا تعد سجون الاحتلال الإسرائيلي من أسوأ عشرة سجون في العالم نظراً لظروف الاعتقال بداخلها، وطرق التحقيق التي يخللها ألوانا من التعذيب، والقتل الممنهج للأسرى، سواء كان عبر الأسلحة الحية، أو سوء التغذية، والاقتحامات الليلة، وكذلك الإهمال الطبي.
2 تحمل الأسرى الكثير من العذابات في السجون الإسرائيلية، وسقط منهم عشرات الشهداء من أجل بلورة أشكال وهياكل تنظيمية، وسعوا للحفاظ على تنظيمهم، وكانوا على يقين أن تماسكهم يمنحهم قوة في مواجهة إدارة السجون، وغلبت هنا المصالح الوطنية العليا على الأنا والذاتية، والحزبية أيضاً.
3 في الجوانب الإبداعية ومحاولة طمسها مُنع الأسرى من امتلاك الأوراق، والأقلام أو الكتب، وكانت غرفهم تتعرض لتفتيش الدقيق ليتم خلالها قلب الغرف، وتحطيم محتوياتها، والعبث بأغراض وملابس الأسرى الأخرى، خلافا للمعاملة غير الإنسانية، بتشغيل الأسرى وفق نظام السخرة بهدف الاستغلال والإذلال، والمهانة التي تمنع أي شكل من أشكال الإبداع، خصوصا في أولى مراحل الأسر.
4 كما ظهر أدب السجون بكافة أشكاله، حيث اعتبر الأسير أن القلــم مثل بندقيــة الأسير بعــد الاعتقال، و الورقــة هــي ســاحة المعركة على كل الجبهات، معركــة إظهار المشاعر النبيلة مقابـل ثقافــة الحقد والكراهية، وتحطيم القيمــة الإنسانية، معركــة العلــم، والمعرفة مقابـل سياسة التجهيل والأمية، معركــة الأمل والتفاؤل مقابـل سياسات التشاؤم والتيئيس والإحباط، معركــة الفــرح والحرية، هكذا وصف الكاتب خلفية الإبداع لدى الحركة الأسيرة.

Exit mobile version